بـدون تعليـــــــق

___________________________

الثلاثاء، أبريل 7

حيث ولد المنفلوطي...

كانت زيارة رائعة بحق..لكن صدمني كثيرا حديثه عما كان يعتقده قبلا بمحافظتنا, او بالصعيد بوجه عام, وهو كاتب وأديب مشهور, لكنه قرر ان يصحح الخطأ على طريقته, وكتب عن ذلك المكان (حيث ولد المنفلوطي)...


(طارق المنيا) .. (طارق المنيا)..


في كل عام يتكرر هذا الاسم في ذاكرة الهاتف الجوال الذي أحمله، يذكرني بأن صديقي الرسام الشاب (طارق) يكرر دعوتي إلى المنيا .. قال لي إنه سيجعلني أزور (هرموبوليس) و(تونة الجبل) وبقايا العمارنة وكل هذه الأماكن التي أقرأ عنها، دعك من الأهمية الخاصة لمن يكتب في أدب الرعب ويعرف كراولي والهرميتات. في كل عام يتكرر العرض منه ولا أذهب لسبب ما... هذه هي مشكلة الصعيد في أذهان سكان وجه بحري؛ وهي أنه يبدو بعيدًا جدًا والذهاب له يقتضي أيامًا.. ثم تلقيت عرضًا في معرض الكتاب لزيارة أسيوط من ذلك الصديق الأسمر (سامح) الذي يبدو كأنما خرج فورًا من لوحة جدارية فرعونية.. هنا قلت لنفسي: إما الآن أو لا للأبد .. من الوقاحة أن تؤجل زيارة الصعيد خمس سنوات متواصلة .. ثم إن أسيوط أقرب من المنيا على كل حال !


كان عرض سامح شديد الكرم: هل تتلقى مقابلاً ماديًا عن الندوات ؟.. نريد سداد ثمن تذاكر القطار .. الخ .. طبعًا لا مجال لكلام كهذا ما دمتم ستوفرون لي الإقامة بدلاً من أن أبيت على رصيف المحطة حتى موعد الندوة! هناك أشياء يجب أن يدفع المرء مالاً لها ولا يطلبه، ومن ضمنها أن تلقى كل هذا الحب والتقدير.


طبعًا تلقت كبريائي ضربات موجعة بعد رحلة القطار..
أولاً أسيوط أبعد من المنيا بساعة ونصف .. إن معلوماتي الجغرافية خاطئة تمامًا..
ثانيًا أسيوط مهمة جدًا وهي التي أثرت مصر بأحمد بهاء الدين والعلامة جلال الدين السيوطي ويوسف السباعي والمنفلوطي و.. و ..

ثالثًا هي مدينة حديثة جدًا راقية جدًا لا يمكن بمقارنتها بطنطا العجوز. طبعًا كان علي أن أزيح تراثًا هائلاً – منذ كنت في السابعة من عمري - من تمثيليات التلفزيون الرديئة حيث غيطان الذرة و(الطخ) و(مليح جوي جوي يا بوي) و(ماخابرش)، لأكتشف أن جامعة أسيوط تقع على مساحة هائلة من الأرض، ومخططة جيدًا جدًا. وأكتشف أن هؤلاء الشباب مثقفون جدًا ويقرءون في نهم .. ذكرت بعض أسماء المؤلفين والأفلام التي يندر أن أقابل من يعرفها في ندواتي السابقة، فلاحظت أنهم قرءوا كل شيء ..


كانت ساعات رائعة مع كل هؤلاء الشباب الودودين، وكرم الضيافة الواضح والاستقبال الحار الذي فاق توقعاتي. اخترت محاضرتين سبق لي أن ألقيتهما من قبل عن أدب الرعب وعن علاقة الطب بالأدب، وهذا يعود لشعور أصيل لدي بأن الثرثرة عن نفسي لا تكفي مبررًا لعمل ندوة. وإنما أفضل أن أقدم معلومة ما. لكني بالفعل تمنيت لو أعددت محاضرة جديدة خصيصًا لهذه المناسبة .. لم يتسع الوقت لذلك ..


لا أعرف متى ولا كيف ركض الوقت كحصان مجنون، حتى وجدت أني مهدد فعلاً بألا ألحق بقطار العودة .. لهذا أنهيت الندوة آسفًا وأوصلوني للمحطة – لم ينسوا أن أتناول الغداء طبعًا – وسرعان ما كنت أقف أمام القطار الذي يتنهد متذكرًا أن أمامه ست ساعات من الركض نحو القاهرة. كان الوداع .. لكني كنت أعرف جيدًا أنني سأراهم مرة أخرى .. هذه المشاعر الحارة والصداقات الحميمة يصعب أن تموت أو تُنسى .. غالبًا سيكون اللقاء القادم في المنيا لو أعطانا الله العمر ..


أما آخر خاطرة جالت بذهني والقطار يبتعد، هي أنني مندهش .. لماذا لا تهتم الحكومة بوجه بحري كما تهتم بالصعيد ؟!... لماذا تنسى محافظات وجه بحري ولا تمنحها هذه العناية ولا تجعل منها مدنًا راقية حديثة كما رأيت أسيوط ؟... ذكروني بأن أكتب مقالاً شديد اللهجة عن هذا الموضوع .


* هذا المقال كتبه المتميز دائما د/أحمد خالد توفيق, بعد زيارته الأولى لمدينتنا, وأهداه إلى أسرة الحياة بطب أسيوط لنشره في العدد الشهري من مجلة الأسرة *..

هناك 12 تعليقًا:

صوت من مصر يقول...

للاسف انا روحت المنيا وزورت تونا الجبل وزت ايضا الاشمونين والتى بها اخت لى لكن ليست شقيقه
بجد ما اروع الذكريات هناك
سيبك من ده كله
الاحلى انك تبصى فى وجه مصرى لم ياتى عليه الزمن

emad.algendy يقول...

اخبرني زميلي انه من "قنا"
لم اكن اعلم اين "قنا"
اعتقدت انها قريبة من دمنهور ربما
كل حديثه كان عن الصعيد
سألته بغباء:
انت عشت في الصعيد قبل كده؟؟؟؟
كان جوابه قولتلك انا من قنا...

ربما لغربة اسرتي المبكرة وكوني لم اقضي طفولتي في وطني لا اعلم الكثر عن مايجب ان يعرف بالبداهة
لكن يقينا اعتقد ان مصر كلها قطعة واحدة
اتعجب كثيرا من تفاخر القاهريين او سكان الوجه البحري عن غيرهم
اتعجب لضيق افقهم
كلنا في الهم "مصر"
تحياتي

الجنوبى يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
وحي القلم يقول...

شكرا ع التعليق في مدونة وحي القلم
الحقيقة أنا سعيد بأن حضرتك كتبت تعليق عندي
دا بيزدني سعادة أكثر
-----
نسيت : معظم حبايبي من المنيا

غير معرف يقول...

السلام عليكم اختي الحبيبه
دائما متميزه وتبهرينيني بما يخطه قلمك اقصد " كي بوردك "
وشكرا لنشرك كلمات كاتبي المفضل د/خالد توفيق , والتي لم اكن اعلم عنها شيئالانشغالي الفتره الماضيه
وليكي وحشه
اختك د/أسماء

r يقول...

اسيوط محافظه جميله جدا
ولكن المنيا جميله جدا جدا
وجهه نظر د احمد خالد صحيحه فعلا لمعظم من اعرفهم من اصدقاء الوجه البحرى اللى ما جتلهم فرصه يزورا اى منهما

انا كنا فى اسيوط لحضور ندوه بردوا بس تتبع الصيدله ونظمتها الكليه للمفتشين وطلاب الصيدله كانت فرصضه ممتازه ازور الجامعه اللى عجبتنى جدا ومساحتها كبيره
وللحظ شفت اعلان ندون د احمد خالد الرائع

بس للاسف ما عرفت كانت نفس يوم الندوه اللى حضرتها ولالا

بس كان يوم فعلا لا يتكرر

دى زياره اولى
استمتعت فعلا بقرايه المقال دا

دمتى طيبه

ليكوريكا يقول...

كان يجب ان اكون هناك ...

ملعونه تلك الامتحانات التي تحول بيننا وبين الجديد

الغيت رحله تمنيتها كثيرا الي جنوب مصر

من اجل امتحان applied

ومقالك هذا جدد الاوجاع ...

--------------------------------

الوجه البحري اصابته الشيخوخه

وبالفعل يحتاج الي "حياه"

--------------------------------

دامت "كلمتك" مختلفه .

dr.lecter يقول...

دكتور احمد مش محتاج اعقب علي كلامه

انا نفسي كنت فاكر نقس الشيء عن اسيوط البركه في الدراما

المنيا نفس الشيء لغايه ماشفتها بنفسي ولقيتها في جمال اسكندريه من ناحيه النظافه والرقي

ليا اصحاب كتيير هناك وفي غايه الكرم والادب والرقي والثقافه

سواء اقباط او مسلمين

بس بيتهيالي قريت المقاله دي قبل كده ولا هي جديده؟

محاولة لكسر الصمت يقول...

صوت من مصر...
ومن أين نأتي بذلك الوجه الذي لم يأت عليه الزمن!!!!!!!!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نور...
ربما لديك مبرراتك, ولو أنها غير كافية, لكن هناك من لا يملكون اي مبررات..
وحقا كلنا في الهم مصر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجنوبي...
(ارفع راسك أنت في اسيوط)..
كلماتك رسمت على وجهي ابتسامة لا أدري هي من حزن أم فرح!!..
أما عن المدينة الفضل في الصعيد, فأعترف أن قنا من أجمل المدن في صعيد مصر, لكن اسمح لي هذا لا يجعلها الأفضل, فللمفاضلة مقاييس أخرى, ولكن على كل حال كما قال نور"كلنا في الهم مصر"..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصعب صلاح...
أسعدتني زيارتك وأتمنى أن تتعدى المنيا في المرة القادمة لتصل إلى اسيوط, لأنني بت اشعر أن الجميع يتوقفون عند المنيا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د/أسماء...
أخجلتم تواضعنا..
يسعدني أن أكون مصدر معلوماتك عن هذه المقالة..
أسعدتني زيارتك كثيرا واتمنى ألا تكون الأخيرة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسنت...
المنيا جميلة وقنا جميلة واسيوط جميلة, لكن في عيون كل منا من الطبيعي أن تبدو بلدته أكثر جمالا وإن لم تكن..
ربما تحصلين على الفرصة لحضور ندوة لدكتور توفيق في المرة القادمة -كما وعدنا-..
أسعدتني زيارتك كثيرا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليكوريكا...
الوجه البحري أصابته الشيخوخة, والوجه القبلي لا يزال يعاني ضعف الطفولة ولم يصل للشباب بعد..
وأدعو الله أن تتاح لك فرصة اخرى لزيارة الجنوب لتعرفه عن قرب..
أما عن دعوتك, فاسمح لي أن أؤمن خلفك خاصة إن كان الأمر يتعلق بالـapplied
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
dr.lecter...
أتمنى أن تتاح الفرصة للآخرين كما أتيحت لك سيدي ليعرفوا الحقيقة بعيدا عن خرافات الدراما..
أما عن المقالة, فزيارة الدكتور توفيق كانت في السادس عشر من مارس, والمقالة كتبت بعدها, لكن حقيقة لا أعلم إن كانت قد نشرت في مكان ما قبلا..
أسعدتني زيارتك...
.............تحياتي.............

Dr baker يقول...

د توفيق يقول :أسيوط مدينة حديثة جدا 0في زيارته التالية ندعوه لزيارة غرب المدينة أوجبل أسيوط ليعرف أن المدينة تضرب بجزورها في أعماق التاريخ الاسلامي والقبطي والفرعوني0
ثم ندعوه لزيارة بعض قرى أسيوط ليعرف أن معظم القرى الأشد فقرا هي في أسيوط0وان المواطن الأسيوطي هو الأقل دخلا في مصر0
وندعوه لمعرفة عدد الذين اعتقلوا سنوات عديدة بدون محاكمةأو قتلو بغير ذنب0أو عذب ذويهم وأنتهكت أعراضهم0معظمهم من أسيوط
وقتها لن يطلب من الحكومة مساواة طنطا بأسيوط
ليس بالمباني الجميلة فقط يحيا الانسان

z!zOoOo يقول...

السلام عليكم

دواير كيف الاحوال

كنت أتمني ان احضر تلك الندوه لكني كنت في قمه إنشغالي وشعرت بالحسره

لكني قلت تعوض في المرات القادمه

ولن يفي الكلام محافظتي الجميله اسيوط

ومهما وصفتها لن استطيع نقل الحقيقه للمستمع حتي يزورها

عتابا : كنت أتمني ان اعرف بمدونتك الجديده ليس صدفه

أما إذا كنتي لا تريدي ذلك فلكي مطلق الحريه .. وسأختفي كالطيف من هنا


دمتي بكل ود

وفي رعايه الله

محاولة لكسر الصمت يقول...

د/بكر..والدي العزيز..
نعم, أدهشتني أمنيته أيضا, لكن يبدو أن الدكتور توفيق لم ير سو الواجهة, الصورة الجميلة ولم يعلم ما تخفي وراءها, بالطبع قد أبخستنا حكوماتنا حقنا, ولا يزال هناك الكثير الذي نحتاجه كي نكمل المسيرة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

zezo...
أسعدتني زيارتك وأتمنى أن تشرفني دائما..
أما عن المعرفة بمدونتي الجديدة فكل مافي الأمر أنهالا تزال حديثة العهد لا أكثر..تحياتي..