بـدون تعليـــــــق

___________________________

الأحد، مايو 9

مين المظلوم!!!!!!!


بدأت المذيعة تعليقها على الخبر المنشور في الصفحات الأولى في الكثير من الصحف بـ"الكارثة الأخلاقية" , ثم تابعت : "وقف خمس مدرسين عن العمل وإحالتهم للنيابة بعد اتهامهم بتعاطي الحشيش داخل المدرسة"ـ

معلمون..حشيش..وفي المدرسة!!! يبدو أن كل شيء في مصر قد صار قابلا للحدوث, هنا لم نعد نعرف المستحيل.
ثوانٍ ويتحرك الشريط أسفل الشاشة وأقرا " لتحميل أغاني
"Top 8"
اتصل من أي خط أرضي على ..... أو من أي محمول على ....... وحمل أغنية هوبا "حجرين عالشيشة" – كود النغمة.........ـ

نعم..نحن لا نعرف المستحيل, وليس لدينا أدنى مشكلة في أن تكون أحد أفضل ثمان أغانٍ لدينا بعنوان "حجرين عالشيشة" حيث يصدح فيها صوت الفنان العذب معرباً عن نيته في أن "يِدَور على نفسه" وحاكيا عن رؤيته لـ" نملة ديلها طويل وديك كان شايل فيل " من فرط إنتشائه بما استنشقه.

أمام هذين الموقفين تساءلت في نفسي عن المذنب الحقيقي فبدا الأمر كما لو أن الأخلاق في مجتمعاتنا قد قُتلت بسيوف كل هؤلاء وتفرق دمها بينهم فما عدنا نعرف ممن نأخذ القصاص...أترى من أرباب العلم أم أرباب الفن أم.......؟

وحينها تذكرت قصةً ليوسف إدريس بعنوان "المظلوم", وكان هذا المظلوم أحد أبطال ثلاثة, ثانيها طبيب والثالث ضابط.
وتحكي القصة أن الضابط قد ألقى القبض على ذلك المظلوم بتهمة تعاطي الحشيش واصطحبه إلى المستشفى بعد ابتلاعه لقطعة الحشيش التي كانت بحوزته , وطلب من الطبيب استخراج "دليل الإدانة" من معدة الرجل. وفعل الطبيب. حتى هذه النقطة لا يبدو المظلوم مظلوماً...شيء واحد فقط جعله كذلك, أن عيون الضابط والطبيب كانت حمراء بلون الدم, ليس من السهر على صحة أو أمن الشعب, وإنما لسبب آخر.

هنا زادت تساؤلاتي تساؤلاً آخر: ترى من يمثل المعلمين الخمسة في هذه القصة: الطبيب, الضابط, أم.....المظلوم؟ـ