بـدون تعليـــــــق

___________________________

الثلاثاء، مارس 24

انتبه...المكالمة بها سم قاتل..

رن جرس الهاتف..


-السلام عليكم..

-وعليكم السلام..ازيك.

-الحمد لله..

-انتي سمعتي عن موضوع المكالمات اللي بتيجي من رقم غريب وأول مالواحد يفتح يحصله حاجة ويجيله نزيف في المخ..

-نعم!!!!!! ده مين قال كده؟!!!!

-كانوا جايبينها في البيت بيتك امبارح..هو ممكن ده يحصل؟!

-أكيد لأ..ما أعتقدش طبعا..هما قالوا ايه في البيت بيتك؟..

-كانوا بيقولوا انها إشاعة..بس بيقولوا فيه حالات في السعودية, وإسرائيل ورا الموضوع..أنا قلت أنبهكم بس..

-مممممم دلوقتي فهمت (قلتها في نفسي)..طيب سهلة..لو على كده مش هرد على أرقام غريبة..

-سلام

-سلام......

كان هذا موضوع المكالمة التي وردتني اليوم من إحدى قريباتي, للحقيقة لم يأخذ الأمر مني ولو لحظات للتفكير, أغلقت السماعة, اكتفيت بابتسامة خفيفة وانتهى الأمر...

ولكن على الغداء..

-انتو شفتوا البيت بيتك امبارح (كان هذا أخي الصغير)

أنا.. ياك عن موضوع المكالمات اللي بتموت دي..

-أيوة أصل الاستاذ النهاردة قالنا عليها وبيقولنا اوعوا حد يفتح لو رقم غريب اتصل بيه..

-ده أكيد استاذ العلوم طبعا (قالها أخي الأكبر في سخرية)..

-أيوة..(هكذا قال الصغير) فبدأنا جميعا بالضحك....


مكالمات قاتلة, وإسرائيل وراء الموضوع, والحديث يردده الجميع حتى الأساتذة في المدارس، في الحقيقة أعتقد أن حالنا اضحى مثارا للسخرية, لا أدري كيف يستطيع الناس تصديق مثل هذه الخرافات, أعلم أن البعض قد يرى في كلامي شيئا من السخرية من أناس بسطاء, لكن في الحقيقة كلامي وإن كان سخرية حقا فهو ليس من بساطة هؤلاء الناس لأن الأمر-وببساطة شديدة- لم يكن بساطة أو سذاجة, وإنما هو شيئ آخر,شيئ قد تعدى حتى فكرة نظرية المؤامرة, فأصبح الكثيرون منا مصابون بنوع من الخوف المرضي أو كما يسمونها الفوبيا, بالنسبة للكثير منا (عند الحديث عن إسرائيل تسقط كل قواعد المنطق) ويتحول الأمر إلى تسليم تام للعدد اللانهائي من الإشاعات التي نسمعها, أصبح الكثيرون منا ينظرون إلى الإسرائيليين على أنهم شيئ من اثنين; إما مجموعة من الأشخاص الخارقين للعادة والذين يستطيعون ما يعجز الجنس البشري بأكلمه عن فعله, أو مجموعة من السحرة والمشعوذين يقضون جل وقتهم في هياكلهم أو معابدهم يعدون التعاويذ ويمارسون السحر الأسود والذي-هو ايضا- فعل قاصر عليهم دون سائر البشر..
أتذكر الآن تلك العبارة التي درسناها في كتب التاريخ عن أن حرب أكتوبر قد نفت مقولة (أن إسرائيل عدو لا يقهر), لكن يبدو أننا وبعد حرب أكتوبر قد اختلقنا مقولة اخرى, فإسرائيل بالنسبة لنا الآن ليست (لا تقهر) وإنما هي غير قابلة للمحاربة من الأساس, فأنى لنا أن نصمد تجاه أولئك المشعوذين الأسطوريين..
ومع ذلك, فلنفرض أن العلم قد تقدم وصار بالإمكان أن يحدث شيئ كهذا الذي يتحدثون عنه, لماذا تستخدمه إسرائيل ضدنا نحن, ألم يكن من الأجدر بها أن تستخدمه تجاه الفلسطينيين الذي(يزعجونها) في الضفة, أو لماذا لم تستخدمه تجاه أهل غزة وتجنب نفسها حربا فقدت فيها العشرات من جنودها وهزت صورتها-كما يقولون- أمام العالم بأكمله, بل لماذا لم تستخدمه لكي تتخلص من زعماء حماس أو السيد حسن نصرالله..آه..عفوا عرفت السبب, بالتأكيد ليس لدى الموساد رقم هاتف السيد نصرالله...



ملحوظة (نتيجة لطبيعتي *العربية* البحتة, أوشكت للحظات أن اصدق هذا الأمر, فقررت ان أبحث عن الأمر على شبكة اإنترنت علي أجد ما يثلج صدري وقد وجدت..
أولا...كانت هذه الإشاعة منتشرة في اليمن عام 2007 وصدر بيان من وزارة الصحة بنفي ما تردد عن الإشاعة..
ثانيا...وجدت حديثا رائعا عن هذا الأمر على منتديات قهوة كتكوت أتمنى أن تقرؤوه بأنفسكم (الرسالة القاتلة)..
وأخيرا...لنـــا اللـــــــــه...

الخميس، مارس 5

ليس بعــــــد


سألته عن اسمه,
نظر إلي وابتسم, أخرج من جيبه ورقة صفراء مهترئة, مدها أمام ناظري,
فارغة إلا من بعض التجاعيد.
-لم أفهم... هكذا تطلعت إليه بعيني..
ابتسم مرة اخرى وقال لي: ليس بعد.
أعطيته نقوده ومضيت..

في اليوم التالي حين ذهبت لشراء الجريدة, وجدتهم يلتفون حول الجسد الصغير,

في منتصف الشارع يرقد, وحوله تتناثر دماؤه وبعض الجرائد.
أحمله وأمضي مسرعا,
في المشفى, حين سألني الطبيب عن اسمه, أخرجت من جيبه ورقة صفراء مهترئة مخضبة بالدماء.
مددتها أمام ناظريه وقلت له : ليس بعـــــــــد...