بـدون تعليـــــــق

___________________________

السبت، يونيو 20

أحمــــــــــــــــد


شاهدته مرتين -عفوا- بل عرض التلفاز صورته ذاتها مرتين...مرتين فقط عرضها التلفاز، لكن من يدري ربما قد كرر الواقع صورته ألف مرة!!
يحاول أن يستجمع ما تبقى لديه من قوة يمنحها لأحباله الصوتية كي ينطق ما يريد, جراح جسده العميقة وجراح روحه الأكثر عمقا لم تمنعه أن يكون أكثر تماسكا. وقبل ذلك كله لم يمنعه أن عمره لم يتجاوز البضع سنوات وعشر...

ممدد داخل سيارة الإسعاف. يحكي بصوته الواهن عن ذلك اليوم الذي تساقطت فيه أحلامه الصغيرة مع ما تبقى من أجساد أقرب الناس إليه تحت ركام منزله..ليخرج هو بعد أيام وحيدا,جسدا مليئا بالجراح وروحا فقدت معنى البراءة..
هكذا كان هو -ذاته في المرتين-لكنني لم أكن أنا كما أنا في المرتين..

الرابع عشر من يناير...تلك كانت المرة الأولى التي أراه فيها, حينها انفطر القلب وانهمر الدمع وارتفعت الأيدي إلى الله ترجو أن يكون لهم ولنا عونا...

السابع عشر من يونيو... تلك كانت المرة الثانية, حينها لم ينفطر القلب, ولم يتحرك الدمع في المقل, ولم ترتفع الأيدي إلى الله تطلب العون بالحرارة ذاتها..فقط ذلك الشعور بأن النار قد خمدت, وبأنا نسينا ما لا يجب أن ننسى. فقط تلك القناعة المؤلمة أن حميتنا ودموعنا ودعاؤنا , كل ذلك يحتاج دماء تسال وحرمات تنتهك وعدادا للموتى لا يتوقف عن العد..

خمسة أشهر مضت على تلك الحرب, ومضى معها كل شيئ, عادوا هم إلى حياتهم ونحن إلى حياتنا, لكن من قال أن المفردات المتماثلة تحكي وقائع متماثلة!!,حياتهم وحياتنا, شتان بين هذه وتلك. ترى أيهما أفضل من الأخرى؟! بل أيهما يفضي إلى رضا من الله وأيهما يفضي إلى غضب؟!!!

ترى أين هو الآن أحمد*, ألا يزال حيا يرزق؟ أم في الجنة الفردوس يرزق؟..ترى لو حاولنا العد فكم أحمدا؟ سنجد وكم سنجد مني؟!!!!!!!!!!
___________________________________________________
*أحمد السموني: أحد أفراد عائلة السموني التي استشهد معظمها في حرب غزة, نقل عبر معبر رفح إلى مصر للعلاج بعد إصابته عدة إصابات بالغة الخطورة.

هناك 11 تعليقًا:

dr.lecter يقول...

حاسس بالخجل من نفسي علشان نسيبته

صوت من مصر يقول...

بجد انا اسف لانى نسيت كل شهداء فلسطين

Dr baker يقول...

يقول الإمام الغزالي أنه كان في دمشق حين وصلت أخبار سقوط القدس في ايدي الصليبيين
وإبادة سبعين ألف من سكانها المسلمين
وجد الناس ينتحبون ويرتفع عويلهم من هول المصيبة. بعد فترة هدأالناس ونسوا ماحدث
أيقن الإمام أن القيم والعقائد الاسلامية الاصيلة قد ماتت أعماق المسلمين ولم يعد باقيا إلا مشاعر سطحية لاتصلح للإعتماد عليها في مواجهة الفرنجة وإستعادة القدس.
صنف الإمام كتابه إحياء علوم الدين وسعي وغيره من العلماء لإحياء قيم الاسلام التي ماتت في قلوب وعقول المسلمين
ورزق الله المسلمين آل زنكي وآل أيوب الذين نذروا حياتهم لتحرير القدس
احتاجت العملية أكتر من سبعين عاما ليتم التحرير
فمتى يعيد التاريخ نفسة

وحي القلم يقول...

السلام عليكم

المشكلة اننا بننسى ف اوقات عدم الحرب

شكرا ع التذكرة

غير معرف يقول...

لقد عرفت طفله في الخامسه من عمرها تقريبا وكانت حرب العراق في اوجها كانت خائفه لكن ثائره الى حد ان وضعت بعقلية طفلة خطه للحرب وسحق اسرائيل بل وكان هذا قمة احلامها الانتصار والاستشهاد في سبيل نصرة الاسلام ...ومرت اعوام كثيره وتخطت العشرين وذهب ذلك الحلم ادراج الرياح بل وخطت بنفسها كلمات " يستاهلوا هم الي جابوه لنفسهم " لا ادري اهو بسبب تغير المجتمع ام ماذا .
هذه الطفله هي انا
د/اسماء

المحرر يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...

شكلك بتحبي محمد منير باين من الأغنية
عموما أنا ضيف جديد هبقى زائر مستمر هنا لو وافقتي لإن مش بدخل بيت بدون اذن صاحبه
طق طق طق (بخبط يعني) ممكن أدخل .. بس خدي بالك لو دخلت مش هخرج وهتلاقبني لازق في كل بوست
خالص تحياتي

وحي القلم يقول...

السلام عليكم

موضوع اللغة ده سببه حاجتين


1- ان والدي موجه لغة عربية وباتعلم منه كتير

2- اني بحب اقرا الكتب اللي باللغة العربية الفصحي

سلام

اتمني الشهادة يقول...

وهل ينسي انسان جرحا ينزف وبداخله براكين تغلي فلن تخمد البراكين ولن يقف النزيف حتي تعود القدس ونحقق وعدنا من الله بالنصر...
تحياتي وتقديري واحترامي في أول زيارة لي للمدونه
ودمتم تذكرة لمن نسي ما لاينسى

kmt يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ ان بدأت الاحداث وانا كنت متأكده من حدوث هذا الفتور

كثير منا ما عاد ينتمي لوطنه الاصلي
وعاد يشعر ان هذا الوطن ليس وطنه

فليس من المعقول ان نصدق تلك الدموع الاوقتيه على شهداء وطن مجاور

حتى لو زعمنا انهم اخوة في الدين او الانسانية

يمكن لو كنا مصدقين بجد اننا واحد
كنا فضلنا على حزننا

تحياتي
الى اللقاء

محاولة لكسر الصمت يقول...

dr.lecter...صوت من مصر:
وماذا بعد الخجل والأسف؟ أخشى أن نعاود النسيان..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د/بكر..والدي العزيز:
قد اقتربت نهاية السبعين عاما الأخرى..فهل نرى زنكي وأيوب جدد!!!!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصعب صلاح:
هي مشكلتنا جميعا..ولو أن الحرب دائرة في صمت..ولا شكر على واجب..
أما عن العربية..فبارك الله لك في أبيك ولو اني أشك أن الفضل له وحده فبالتأكيد لديك قابلية لذلك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د/أسماء:
تغير المجتمع؟ لا أدري.. لكن ما أعلمه جيدا اننا نحتاج الآن حماسة تلك الطفلة وشجاعة هذا الشباب وحكمة هؤلاء الشيوخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب مصري:
أحب أغان معينة لمنير ولكن ليس في المطلق..
..اسعدتني زيارتك وارجو أن تكون هنا ضيفا دائما...تحياتي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمى الشهادة:
نعم قد ينسى..حين يعتاد الألم..
أسعدتني زيارتك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيميت:
إذن هي مشكلة انتماء..